شاعر الأشجان ..عبدالمنعم عبد الحي
كتب: صلاح الدين عبدالحفيظ مالك
صحيفة الرائد
الأحد 26 يونيو 2011م
ما ذكر الشاعر عبدالمنعم عبدالحي إلا وذكرت أغنيات خالدات
في وجدان الشعب السوداني.
بالموردة أم درمان وفي العام (1919م) كان ميلاده الذي انفتح
فيه على تيارات ثقافية متعددة فأبواه من مريدي الطريقة الصوفية
المعروفة بالحسم لتصرفات الإنسان والحزم في أمور الدين والدنيا،
وهي الطريقة البدوية التي وجد أهله يدينون بالولاء لها.
وما بين التصوّف الذي كان سمة أهله فقد كانت ليالي الأنس والغناء
غير بعيدة عن دار أهله ففي هذا الحيكانت أصوات أولاد الموردة
وإبراهيم عبدالجليل غير بعيدة عن أذنيه، في سن السابعة من عمره
انتقل عبدالمنعم عبدالحي نحو الخرطوم التي بقي فيها مع فرع من
فروع الأسرةفكانت حياته بالخرطوم خياراً ثالثاً من تيارات المؤثرات
الثقافية في نفسه، إذ استمع لغناء الأوائل من فناني الخرطوم وتحديداً
عبدالقادر سليمان الهادي (الشقيق الأكبرلحسن سليمان الهادي) والذي
يؤرخ به كأول من عزف العود في تاريخ الفن الوتري السوداني
وبرفقته الخالد خليل أفندي فرح.
تلاطمت تيارات الثقافة المحلية من تصوف وغناء ودراسة أكاديمية
منتظمة إلى استقرار أسري في كنف أسرته التي توزعت ما بين
مصر والسودان.
ظهرت شخصيته الواضحة المحبة للفنون من خلال تعلقه بالغناء
وخاصة بعد أن كانت اجتماعاته تكاد أن تكون يومية مع كل من
صديقه وأبن حيه وزميل دراسته بمدرسة الموردة الأولية الشاعر
مبارك المغربي وعصفور السودان إبراهيم عبد الجليل فتسرب الفن
إلى مسام روحه فظل بقرض الشعر وهو بالمرحلة الوسطى بمدرسة
أمدرمانا لأميرية.
ساعدته والدته على السير قدماً في طريق الفن بوصفها من مستظهرات
الشعرالشعبي ناظمة للأهازيج مرددة لقصائد المتصوفة من أهل الطريقة
البدوية.
في العام 1934م غادر للقاهرة للبقاء والعمل أو الدراسة برفقة
شقيقه الذي كان قد حط به المقام بمنطقة شبين الكوم.
في أكتوبر من العام 1935م كانت زيارة كروان السودان كرومة لمصر
فالتقى به وكان أن حاول كتابة قصائد غنائية له بيد أن خجله وتواضعه
أمام عمالقة الشعر آنذاك جعلاه يتهيب الفكرة، عاصر تواجد الموسيقار
عبدالمعين بالقاهرة فكان مدخله نحو كتابة الشعر الغنائي.
في 1942م تخرج من المدرسة الحربية كضابط بالجيش المصري
فظل بالجيش حتى تقاعده في نهايات العام 1967م.
كتب أشعاراً غنائية لعددٍ من الفنانين فكانت (يا نانا) لسيد خليفة
التي استوحاها من قصة (فاطمة السمحة والشاطر حسن)
و( يا قماري) (رحلة).
أما عثمان الشفيع فقد تغنى له برائعته (أيامنا)
كما التقى بالفنان محمد الحويج في أغنيات)
على (ربا أم درمان) و (يافتنة)
تعتبر أغنية (الرملة البيضاء) التي غناها حسن عطية
هي أولى أغنياته التي تغنى بها فنان.
أما العملاق عبد العزيز داؤود فقد تغنى له بكل من
(أشواق الحب) و (أنتصر يا حب)
كذلك تغنى له أحمد المصطفى (حنين لأم درمان) و(حليل مدني).
في منتصف العام 1999م توفي الشاعر الغنائي
العذب صاحب أشجان الغناء بمصر وبها قُبر.
::::::::