د.احمد القرشي
هاهي الدموع تبلل ثياب ود الرضي بعد رحيل مليم إلى جنوب السودان وهى فاتنة شعراء الحقيبة في ذلك الوقت في أغنية من الاسكلا وحلا....
وقصة الأغنية أن :
سرور رأى مليم وهى تتجه مع أسرتها على الباخرة المتجهة إلى جنوب السودان من الاسكلا التي هي مرسى السفن الذي كان يقع جنوب منطقة فندق الهيلتون الحالي .....فتألم سرور كثيرا لفراق مليم فطلب من قبطان السفينة أسماء المدن التي تمر بها الباخرة ثم أخذها مسرعا إلى ود الرضي الذي كان يجلس مع الشاعر احمد حسين العمرابى في دكانه بالخرطوم وكان سرور حزينا وحكي لهم خبر سفر مليم وطلب من ودالرضى تأليف أغنية بهذه المناسبة بعد أن أعطاه أسماء المدن ....وعلى الفور جادت قريحة ود الرضي الشعرية بأغنية من الاسكلا وحلا وكان الوقت منتصف النهار فحفظها سرور وتغنى بها في المساء....
بعض الرواة قال إن البيت الأول من الأغنية من تأليف سرور لكن حسب رأى الشخصي إن سرور لم يعرف عنه قول الشعر الغنائي لذلك استبعد هذا الرأي ...والبعض يقول إن العمرابى شارك في تأليف الأغنية ...ولكن مفردات الأغنية تنفى هذا الرأي.
الاستاذ مبارك المغربى سمى هذه القصيدة بالقصيدة الجغرافيا لذكرها حوالى العشرين مدينة سودانية من الشمال إلى الجنوب عكس مجرى النيل....
لكن مبارك المغربى في كتابه رواد شعراء الأغنية السودانية عاب على القصيدة ارتجالها وقال إنها مصنوعة ولا تمثل الصدق الشعوري عند الشاعر فجاءت بسيطة الكلمات قريبة المأخذ لاترى فيها روح التجديد والتطوير ..انتهى كلام الأستاذ الكبير مبارك المغربي ....
ولكنني اختلف مع أستاذنا الكبير عليه الرحمة وأقول إن هنالك صدق شعوري عند الشاعر لأنه يعرف مليم جيدا وقال فيها أكثر من قصيدة مثل تلفان من الأجفان ومية وثمانية وستة وستة حبيبي حليلو القام يوم ستة.... فمليم ملهمته وتألم لرحيلها وفراقها لذلك انشد من الاسكلا وحلا وسكب فيها الدموع التى سالت حتى بللت ثيابه في مطلع القصيرة وفى ختامها حيث يدعو دموعه للانهمار والتدفق..
من الطرائف المرتبطة بالقصيدة إن سكان أم جر عاتبوا الشيخ ود الرضي لعدم ذكره اسم قريتهم فقال لهم ( عاد لا حوله لا قوة دى من منو ...ما منكم انتو)..والى القصيدة...
من الاسكلا وحلّ......قام من البلد ولّى
دمعي للثياب بلّ
********
بى داهى العذاب حلّ....وبى تذكاره بتسلى
قلبي الذاب واختلّ.....وين بدر التمام هلّ
*******
صفر ودع الوابور......حاجزين قمره أتنين دور
الوابور مرّ بالمجرور....شال ظبيا سكونو خدور
*********
جبل أوليا حبيبي غشا.....وحصل في القطينة عشا
يا قلبي الطفش وفشا.......الما آليته......... ينكفشا
********
حل زى الصقر خوى......بالبدر الدويم ضوّى
عاد لا حوله لا قوّه......حبيبي الليله في الكوه
*******
صباح الخير على ام نفلين.......أهني البيها محتفلين
سيد الحسن رب اللين.......شرف كوستى والجبلين
********
هنيئا حان وقت زهاك.........الرنك احتفل ببهاك
وين الليله يا النشهاك......يا ليت كنت في جلهاك
********
يا كاكا الحبيب طلاك......بعده الزاد نفوسنا هلاك
يا ملوط حليل نزلاك........يازمن الفراق نسلاك
*********
بقدومك كدوك أصبح.......سوقو من الكساد ارباح
انا من نياحى صرت ابح........كأنى فى مبرك المذباح
**********
زاد من بعدك الانكال......قلبى البالهموم..... انكال
شاطري العاصمه يا ملكال.....توفيقيه صبرى انا كال
*********
شامبى أضحى بيك مسرور.....بعد المنقلا يا سرور
يا جوبا حي أنا المضرور....بعده النوم بقى لي ضرور
************
من دا الهم ما بنجى.........حبيبي الليله في تونجا
يا خالق الخلق تنجا.......تركاكا..... حلت العنجا
********
سلام متنامى ما غبّ.....ما مرّ النسيم صبّ
يرضى ال للعفاف ربى....ويخدم كامل الرتبا
*********
صب يا دمعي لا تكون جاف......وياقلبى البقيت رجاف
البدر الخفا....... الانجاف.....اليوم شرف...... الرجاف
********
الأغنية كما ذكرنا لحن وغناء سرور لكن سجلها للإذاعة أولاد شمبات وأولاد المأمون ومبارك حسن بركات