حدثنا الشاعر السر دوليب فجاء حديثه بلسما في حق صديقه ورفيق دربه في ايام الصبا الشاعر حسين بازرعة حيث قال: التقيته في مدرسة وادي سيدنا وكان يسبقني في الفصول الدراسية ولكن جمعتنا داخلية واحدة فكان التعارف لتتقارب وجهات النظر كان يحب الشعر وكنت احبه وكان يحب الكورة وكنت مولعا بها يعني التقاء في الفن وكان انذاك رئيس العنبر د. منصور خالد حيث كان في السنة الرابعة ويلتف حوله مجموعة من الشباب... وعاصرنا كتابة القبلة السكرة.. كنا اصحاب نقرأ معا لنزار قباني وشعراء المهجر كنا ملمين بالشعر العربي من مصر العقاد وشوقي فقد كنا مهتمين بالانشطة الثقافية ..وقد جمعنا حب مشترك للراحل عثمان حسين وقد نشأت بيننا صداقة وطيدة وتحدث عن الاجازة التي قضاها في بورتسودان مع الشاعر بازرعة والتي وصفها بالممتعة ومن خلالها تعرفت على اسرة بازرعة ومعالم مدينة بورتسودان واتفقنا ان الراحل عثمان حسين هو المدخل الجيد لاشعارنا، بازرعة يكتب القصائد الطويلة وانا بنمط قصير، كان عثمان حسين وبازرعة متجانسين مع بعضهما البعض الى ان سافر حسين بازرعة الى السعودية وترك لنا ذكريات جميلة وحلوة .. وكان عثمان حسين يسافر من فترة لاخرى اليه ، كان يلتقيه ويسأل عن احواله وانا شخصيا مبسوط من التكريم الذي اقيم في النادي العائلي بالخرطوم لحسين بازرعة الذي يدل على ان الشعب السوداني شعب وفي يقدر الشعراء وهذا الشعب فاضل وكريم وعميق والا ما كان هذا التكريم حتى الشباب الذين لم يعايشوا الشاعر حسين بازرعة لكنهم جاءوا واستمعوا لهذا الشاعر واثبتوا انهم شباب واعي للقديم الثر وتمنى في نهاية حديثه الشفاء العاجل لرفيق دربه وان يتم عليه بالصحة والعافية.
قصيدة رثاء في الشاعر الراحل نزار قباني
بقلم الشاعر الاستاذ/
حسين بازرعة
غادر الدار متعبا والصحابا
شاعر جاوزت رؤاه السحابا
لم يكد يخلو مجلس من اغانيه
ولاذكره المشوق غابا
ونداماه يا لهم من ندامى
اتخذوا السفر الفة وقرابا
ان كبا حظهم واغلق باب
لم تنل من قناتهم صرف الدهر
ولا العيش سرهم او اعابا
ايه يا عاشق الحروف وداعا
عشت اسطورة الحروف اغترابا
ويحها امتي تفاوض خصما
سلب الارض واحتوى الاسلابا
حملت نعشه اكف العذارى
والعصافير وسدته الترابا
كلمة حق
ها هو شاعرنا يرسم حياته حيث يرصد معاناة الانسان.. العاشق الولهان بشتى صورها ويصور لنا مشاهد الحزن والشكوى فتأتي آهاته بين التصريح تارة والتلميح والسؤال تارة اخرى.
وقد يلجأ شاعرنا الى الرمز لكنها تعود به لنفس النقطة ويدرك المستمع ماذا يقصد وماذا يريد بازرعة من الشعراء الذين حملوا لواء الشعر الحزين مضمونا ومعنى ولشدة احساسه ورهافة حسه في تصوير قضايا الانسانية والمجتمع الذي كون ثنائية مع الحزن النبيل جعل الكلمات رسولا بينه وبين المستمع وفي نهاية لقاءنا التوثيقي نرى مقعد الشاعر بين قصتي روميو وجوليت الغربية الى جميل وبثينة العربية ولعل المصادفة وحدها جمعت بين حديث الشاعر وعيد العشاق كما يسمى فالنتاين.. فهم ما كانوا يحددون يوما للاحتفال بعشقهم كان كل يوم يستطيعون الوصال وبث اشواقهم عيدا فشعر بازرعة مثل دوائر صوتية متمائلة كتلك التي تحدث عن سقوط حصاة في الماء فشاعرنا طوع الكلمات لم يلم يوما الزمن ولم يرق دمعة على الظروف ولكنه سطر بقلمه ابداع في حق من لم يستطع الوصال ومثلما قال بول فاليري... الشعر هو ذلك الطريق الممتد بين الصوت والمعنى ويتوسطهم الاحساس.
شعر بازرعة لم يتسم بالرموز الصعبة فجاء في صور واضحة تمتد اصولها من طبيعة المجتمع ومشاكله معتمداً على البساطة اللغوية فهو حقيقة بين اتجاهين الرومانسية في الصياغة والواقعية في المضمون..
مزيكا سودانية