في غياب اتحاد الفنانين وحضور كريمة الازهري
الجاغريو.. تكريم متأخر وحضور كبير
العيلفون: عادل الشوية
الراي العام
الثنين 30 يناير 2012م
****
إجتمع المجتع العيلفوني بمحلية شرق النيل مساء أمس الأول ليكرم
شاعره الكبير الراحل احمد محمد الشيخ الجاغريو في ليلة غاب عنها
اتحاد الفنانين والشعراء وحضرت كريمة الزعيم الازهري (جلاء) وغاب
ممثل لاسرة عميد الفن الراحل احمد المصطفى الذي قدم له الجاغريو
اكثر من اربعين نصا غنائيا. وحضر ياسر تمتام وشارك بعض من
مطربي شباب العيلفون في حضور فنان الحقيبة مبارك حسن بركات
وغنى الجميع اغنيات الشاعر وتم افتتاح المعرض الذي ضم قصائد
بخط يده وصورا له اجتهد تجمع شباب العيلفون الذي نظم التكريم في
جمعها ويحتفظ المجتمع العيلفوني للجاغريو بما جادت به قريحته
من شعر جميل فى المناسبات العامة والإخوانيات والطُرف والمُلح فقد
كان المجتمع من حول الشاعر ذواقا ًللشعر ومقدراً لصاحبه محافظا
على تقاليده وعفافه وهاهو شاعرنا يلحظ فتاته فى صدفة نادرة وينظم:
هدا أهو دا
حبيب روحى انا شفته
سهيت خيالو طافنى
وانتبهت شفتو شافنى
أو يغنى
صادفنى الحبيب بى حِشمة سالمنى
تركنى أميل ثملان ليهو قلبى سلمتو
بى سهامه ألمنى وأبى ما يكلمنى
فى هواه ظالمنى وأنا برضو مالمته
هو أحمد محمد الشيخ محمد عبد الرحمن محمد بركات محمد مضوي
بركات حمد الشيخ ادريس محمد الارباب..من مواليد قرية الدبيبة
شرق النيل 1916م ..نشأ بمدينه العيلفون حي السلام (حي السوق).
انتقل مع أسرته وأستقر ببرى ثم عادت الأسرة مرة أخرى الى العيلفون
وعمل فى نهاية العشرينات فى الخرطوم فى الأعمال الحرة وسافر الى
كوستى وعمل ببحرى ووادى سيدنا وكان يلتقط الاوراق من الطريق
ويكتب فيها مايرد بخاطره من شعر حتى قال عنه اهل برى لو وجد
الجاغريو حجرا ًورفعه لكتب عليه أبياتا وكان لماحاً يثيره كل ما حوله
وأصبح الفتى شابا يافعا يبحث عن الثقافة والأدب والفكر ويشغل باله
ما يشغل جيله من أحوال السياسة والوطن .
وعاصر الجاغريو شعراء الحقيبة أمثال ..ود الرضي ..أبو صلاح..
عبيد عبد الرحمن ..سيد عبد العزيز..وابراهيم العبادي..وله مساجلات
مع الكثيرين منهم .
كان صدبقا شخصيا للزعيم الراحل اسماعيل الأزهري
وشاعر الحزب الأول وقائد حملاته الانتخابية.
ونال تكريم الازهري في كثير من المحافل الأدبية والفنية.
أصدر ديوانه الأول بجمهورية مصر
(ليالي الجاغريو) في العام 1964م ..
ثم أعيدت كتابة الديوان وزيادته وتنقيحه في ثوب بهي بعنوان
(عندليب الجاغريو )
بجهد خالص من علي محمد عثمان الفكي في العام 2003م.
و جاء لقب الجاغريو رحمه الله، وهو مارواه في لقاء اذاعي اجراه
معه الراحل محمد خوجلي صالحين لانه كان معجبا بممثل امريكى
يشارك فى افلام كاو بوي يدعى جاك ريو "Jake Rewo"
وكان كلما اتى الى مجلس يقول:
Hands up .. am Jake Rewo
وكان يرددها كثيرا .. فكان اقرانه يقولون من باب التندر،
جاك ريو جاء وجاك ريو راح، واستمر الحال هكذا الى ان
اصبحت جاغريو بكثرة التداول لقبا .
تغنى للجاغريو كثيرا من الفنانين في مقدمتهم عميد
الفن أحمد محمد بركات (أحمد المصطفي)..
ودرة الحقيبة مبارك حسن بركات ..
من أغانيه الخالدة :
( حبيبي انا فرحان)
(طار قلبي)
(يارائع )
( وين سميري ؟ )
(السادة ألميني )
الشعر الغنائى عند الجاغريو
امتاز شعره الغنائى بالسهولة وقربه من المستمع إذ كان يلتقط من
المناظر والأسماء والأحداث وليدة اللحظة وإمتاز بسرعة البديهة
والتأليف السريع واللحن الخفيف الحديث وكان مما يذكر عنه أنه
يؤلف اثناء الحفل ويصوغ الكلمات مع الألحان والأداء فى آن واحد
والكورس يتابعه حتى نهاية الفاصل.
ومثال لذلك :
(يا رايع جفيتنى وأنا ضايع تعال لى)
أو
(التبرى وجمروه النار انطفتلو طالع
فى الهجيرة والشمس اختفتلو)
أو
(الحجروك حبى وعملو السبب حبى
كيف ينزعو الصورة المرسومة فى قلبى)
***
توفى عليه رحمة الله في الأول من يناير 1968م
وهو يتأهب لالقاء قصيدة وطنية بمناسبة عيد الاستقلال ..
وليست له ذرية .. بل أنه لم يتزوج بعد أن تزوجت محبوبته
وظل هائما في بحور الشعر والهيام متمسكا بعهوده وحبه لها .
:::::::