الجاغريو شاعر الحب والجمال والوطن
رصد: أسامة شيخ إدريس
صحيفة السوداني
الجمعة 03 فبراير 2012م
*****
* تجمع شباب العيلفون .. ليلة الخلود للشاعر الجاغريو
* العيلفون مهرجان من الشعر والغناء على لحن الحقيبة الجميل
الصبي النحيل يقرض الشعر باكرا ويتفاعل مع كل الأحداث من حوله
وينساب الشعر من بين يديه عذبا جميلا سلسلا فيترنم به سيد خليفة
وأحمد المصطفى وخلف الله حمد ويعجب به كرومة فيلتقي بشاعره أحمد
محمد الشيخ الجاغريو، وما بين العيلفون وأم درمان يغني لنا ثنائي
كرومة والجاغريو فيغنيان معاً (تبرى وحمروه النار انطفتلوا) وغيرها
وتتسع حقيبة الفن والغناء الحديث لشعر الجاغريو ليعم كل أهل الطرب
الأصيل في كل بقاع السودان.
البحر السطيت
وفي العيلفون أحيا تجمع شباب العيلفون في ليلة اختارو لها عنوان
(البحر السطيت) وهي من أغاني الجاغريو الشهيرة الذكرى الثانية
والأربعين لرحيل عندليب الحقيبة الشاعر (أحمد محمد الشيخ الجاغريو)
الذي توفي في أول يناير 1969 وفي يدة قصيدة وطنية لاستقلال السودان
وقد عرف الشاعر الجاغريو بوطنيته التي أهلته وقتها ليكون شاعر
الحزب الاتحادي الديمقراطي الأول ومرافقا للسيد إسماعيل الأزهري فيكتب
مفاخرا:
نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا
في لقى في عدم دايما مخرف صيفنا
نحن أب خرس بنملاه وبنكرم ضيفنا
ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا
ولما كانت الليلة تجمع شعر الغزل والحب والوطن، وكان الجاغريو
شاعر الوطنية الأول والصديق الشخصي للزعيم إسماعيل الأزهري
وشاعر الحزب الاتحادي الدمقراطي الذي تغنى بأمجاده الوطنية شارك
الحزب الاتحادي الديمقراطي أهل العيلفون هذا الكرنفال تتقدمهم ابنة
الزعيم الراحل السيدة جلاء الأزهري والأستاذ محمد عصمت يحيى
وعدد من قيادات الحزب تقديراً للعلاقة الخاصة التي كانت تربط الشاعر
الجاغريو بالزعيم الأزهري والحزب وكان الجاغريو قد مدح الأزهري
قائلا:
انت أبونا انت نبعنا وانت سبعنا
وين فايتنا يا الهوا الفيك ما شبعنا
ألما تابعك لا نتابعو لا يتبعنا
وما خايفين من السما ينفتح يبلعنا
الينكسر السلم بعد ما طلعنا
والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا
****
أهل الفن في حضرة الجاغريو
تقدم الليلة عدد من أهل الفن: ممثل اتحاد الفن الشعبي الفنان عبد الله
يوسف ومثل اتحاد الفنانين السودانيين الفنان ياسر تمام وفنان الحقيبة
الأول وابن العيلفون مبارك حسن بركات وأسرة الفنان أحمد المصطفى
وأسرة الشاعر الكبير محمد ود الرضي فجاءت فقرات الحفل متعددة
وشدا المشاركون بالغناء الجميل من شعر الجاغريو فشدت فرقة أم تكالى
للغناء الشعبي بقيادة الفنان الشاب عثمان الشيخ الذي غرد بروائع
الجاغريو، (البحر السطيت ، فارقني، سهران دمعي ساكب)، أعقبتها
فرقة العيلفون للغناء الشعبي وصدح مغنيها الشاب محمد أحمد الحاج
بأغنية (يا جاهل هواك قلبي) وشدا في الحفل فنان العيلفون العم رحمة
الله محمد سليمان بأغنية (السادة ألمينى) وشد الفنان محمد خالد بأغنية
الجاغريو (زهورى اليانعة) وأغنية (تمت الأفراح).
وألهب الطفل عمار جمال الدين حامد حماس الحضور عندما غنى أغنية
الجاغريو (طال فراقي متى التلاقي) التي رددها معه الجمهور وطالبه
بأخرى فشدا برائعته (ليهم بقول سلام دخلوها وصقيرها حام) ليشدو بعده
كورال الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد بفاصل أناشيد وطنية ويختم
الاحتفال على صوت الفنان ياسر تمتام الذي شدا بأغنيات للجاغريو منها
(التبري الجمروه) وأغنية (المشبوكة) و(أسمر لونو لادن جسموا) وغيرها.
وقدمت الحفل الإعلامية اللامعة وابنة العيلفون المذيعة ابتهال عبد الله
علي.
السر قدور يهاتف الاحتفال
وتحدث في الحفل هاتفياً من القاهرة الشاعر والأديب السر قدور مخاطبا
أهل العيلفون ومشيرا إلى أن الجاغريو فنان إنسان وأن شعره سيظل باقيا
لأصالته، وقال قدور: الجاغريو فنان شامل فهو شاعر وملحن ومغن امتاز
بالصوت الجميل وقد شكل ثنائيا فنيا مع كرومة وغنى معه.
وتنوعت فقرات الحفل ما بين الخطابة ليعقب ذلك الأستاذ الفنان عبد الله
يوسف (ثنائي الدبيبة) ممثلا لاتحاد الغناء الشعبي في كلمة عن الشاعر
مشيرا إلى أن الجاغريو هو أحد مؤسسي اتحاد فن الغناء الشعبي وكان
رمزا من رموزه التي ظلمت كثيرا وهو موسوعة في مجال الشعر والغناء
وله أكثر من ثلاث عشرة أغنية مسجلة في الإذاعة السودانية بصوته
والكثير من الأغنيات التي شدا بها فنانون كبار حيث كان صديقا للكل.
وتحدث في الحفل الأستاذ محمد عصمت يحيى ممثلا للحزب الاتحادي
الديمقراطي والأستاذ محمد عبد الرحمن الشيخ ابن أخ الشاعر الجاغريو
عن الأسرة.
وتحدث في الحفل الدكتور الأمين عبد الكريم الأمين رئيس تجمع شباب
العيلفون مشيرا إلى أن التأبين لقمة من قمم الإبداع والفن في السودان
وهو الجاغريو الذي أثرى وجدان السودانيين جميعا بعذب الغناء وجميل
الشعر، وأشاد بحضور اتحاد ا