عثمان خالد شاعر الزمن الجميل
******
إلى عثمان خالد
في ذكرى رحيله العشرين
قام المركز الثقافي التنموي الهولندي بالخرطوم في العام الماضي بتكريم بعض
المبدعين من شخصيات و مؤسسات لدورها المجتمعي المتميز في مجالات مختلفة.
شمل التكريم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي لدوره الرائد في إثراء الحركة الثقافية
في السودان و الاستاذ الفنان عثمان مصطفي لدوره الكبير في مجال تطوير الموسيقي
و الشاعر المرهف عثمان خالد للنقلة الكبيرة التي أحدثها في الاغنية السودانية.
و إحتفي المركز بمقره المؤقت بالمنشية بمنظمة سلامات الطبية الخيرية و هي
تتكون من أطباء يعملون ببريطانيا أشادت بها الجامعة العربية والاتحاد الافريقي
كنموذج لنقل الخبرات و المعرفة.
سيرت أكثر من عشرين قافلة طبية لكل أقاليم السودان و شارك معها المركز الهولندى
في قافلتي الابيض و دنقلا
أقيمت ليلة الوفاء للشاعر عثمان خالد في مايو الماضي بودنوباوي بالتضامن مع
منتدي الطابية. شارك فيها الكثيرون منهم الاستاذ كمال حسن بخيت و الشاعر
ابوقرون و الشاعرعبد العزيز جمال الدين د. بخاري الجعلي و د. مصطفي الصاوي
و د. سمية البشير والاستاذ عادل عثمان و تم تكريم أسرة الراحل و حضرها
جمهور غفير.
(1)
لمحته صدفة
في شارع ضيق بود نوباوي
إرتعشت لمقدمة مصابيح المدينة
وزغردت فنارات البحار
تبخرت جدران الصمت .....
إنزوت في تجاويف الكلام
وهرعت نحوه قامات الجبال
باسمة ضاحكة تسأله:
وينك يا عثمان
تساقطت الرؤيا على ارصفة الشوارع
والأرصفة المرمرية تعطرت
وتلفحت بسر الغنا
وتزينت بزنارها الذهبي وماساتها القرمزية
أحلى البنات المذهلة
--------
تتفتح كالأزهار أبواب الموانئ
وتلوح تبلدية بمنديلها .... تبكي ....
أرهقها الحنين
وتلبس بارا سروج النصر ....
ينبجس من رمالها رحيقك ياعثمان
والمواويل تضحك تتزين بتاج وعاج ... قرط وزمام
وتقطف في ثبح الاصيل من سمبريات مسافرة
بقايا دندنات
وضفائر أحلى البنات
تتطاير
تعانق أغصان المردوم
ورزاز القمــر....
دقر يا عين.... دقر يا عين....
" عثمان سربسربه ...... خلي الجبال غربه " ....
عثمان اليوم فارس القبيلة
نورس جميل ...
فوق ضحكات الطنابير وأغنيات السواقي يطير ...
يقرأ شعره
ويرش علينا كولونيا وريف دور
ود نوباوي 6/5/2013م
(2)
كيف ننساك يا عثمان خالد انت...انت بتتنسي...لقد سكرنا بخمر حروفك الانيقة
حتي عانق الليل نسمات الفجرالاولي و اصبحنا نردد كالدراويش اغانيك في
طفولتنا الباكرة مثل الاناشيد المدرسية....و كان حلمنا ذات يوم أن تهجرنا
حبيبة لكي نعيش ذلك الجنون الذي كتبت به الي مسافرة
يا قلبي يا مكتول كمد ..
أعصر دموع ..
هات غنوه ..
لي سيد البلد ..
يا حليله ..
قال سايب البلد ..
يا حليله ..
كيفن يبتعد ..
وكيفن نسيبه يروح بعيد..
في رحله مجهول الأمد ..
كل العمرِ كان لحظه واحده ..
نشوفه والشوق يتّقد..
نسكر .. نغيب ..
من لطفه .. من دله الحبيب ..
من لونه .. من كرز المغيب ..
الرامي محلوّ الثمر ..
في شفايفه زي ياقوت ندر ..
في شكله زي نص القمر ..
مُبتَل .. مثير ..
مخلوق عشان أحلى الثغور ..
وأشواقنا تتعطر .. تتطير ..
من نفحه .. من مجرى العبير ..
من لفته من جيده النضير ..
من لفظه .. من ثغره المثير ..
الفيه ريّان الثمر ..
شوفوا القلوب كيف تأتمر ..
لو مره سيدالناس أمر ..
في نظره بتذوّب بحر ..
بي بسمه بتطول عمر
و عندما إبتلعتنا المهاجر و المنافي البعيدة كنت يا عثمان تتوسد بهدوء كما ع
هدناك مخيلتنا .... وفي شتاء قارص في أمستردام غني لنا الكروان عبد العزيز
المبارك أغنية أبكتني بحرقة كما أبكت الكثيرين .....كأننا نسمعها للمرةا لاولي
بتقولى لا لقليب عليك يقطر حنان ويذوب وله
بتقولى لا لقليب رهيف ماظنو لالالا بيحمله
بتقولى لا ياغاليه ياست القلوب يامذهله
وحياة شبابك ذبت في عينيك حنان ومغازله
سافرت فى رحلة مشاعر ملهمه ومتامله
شفت الورود من وجنتيك غيرانه جات متوسله
حتى القمر غار من صفاك واصبح يردد فى الصلاه
جاك المساء ادى الفروض داعب شفايفك وغازله
شال لون جميل من وجنتيك مسح خدودك وبلله
اصبح يلملم فى النجوم وينظم عقوده ويغزله
طرز لى جيدك بالحرير وبتقولى لا
انا بيك بدغدغ فى القلوب ياحلوه احرف واشكله
املاها رقه ودندنة وعناق حنان ومبادله
اسقيك حنان ماظنو كان فى الدنيا او كانت صله
انا بيك لو قلبك يحن عالم يجن من الوله
اسقيك حنان ما اظنوا كان دى الدنيا او كانت صله
وازرع هواك بين النجوم روضة حنان وادللة
واحكيك لحون يا غالية لو سالت والعود غازله
واخلى كل الكون اقول فنان ادوب و اغزله
بتقولى لا يا لهفة المشتاق وطعم الحلا
(3)
و عندما يأتي موعد اللقيا في ذلك الزمن نصاب بهستريا و شعوريصعب وصفه
الساعه سته .. الساعه سته ... الساعه سته”
الساعه سته .. الساعه سته السمحه جايا
وزرع